الخلق العظيم

                             الخلق العظيم

أنا لست عالم دين ولست عالم في الفيزياء ، ولاكني أحب ديني وأهوى الفيزياء ، فالدين والفيزياء علمين جميلين صعب جدا أن تتغنهما بالكامل ولو واحد منهما ، وقد قرأت عدة كتب تتحدث عن الفيزياء فأحببتها وأحببت غموضها ففي معظم الكتب التي إطلعت عليها وجت هذا الغموض وهو أشبه بمثل البيضه والدجاجة ، وبعض المشاكل التي يصعب حلها بالفيزياء وحدها ، طرق لي أن أقول : شاهدت برنامجا في قناة فضائيه عن (يسمونها العاب الخفة ، أو العاب الحركة  ) فهم مجتمع علمي!! ، ففي البرنامج قام مقدمه بزيارة عالم الفيزياء (ستيفن هوكنج) ، فقام المقدم بتجربة إحدى عروضه على هوكنج فبعدما إنتهى من عرضه ، قال له مقدم البرنامج  ما رأيك ، فقال له هوكنج (إني لا أؤمن بشيء لا تفسره الفيزياء) ، وكان العرض هو أن مقدم البرنامج قام برفع قطعة دون تدخل منه مباشر في جو هادئ في إحدي الغرف ، والقطعة كأنها تحررت من الجازبية في طريقة طفوها ، فكيف لشيء له كتلة أو وزن ولو كان صغيرا أن يطفو لوحده دون تأثير شيء ما عليه ، وأكد مقدم البرنامج له ولنا كمشاهدين أن القطعة طافية دون أن يكون هناك شيء ما مرتبطة به ، فهنا في الحقيقة لن تفسر الفيزياء لهوكنج هذا العرض فهي بالتأكيد ليست الماده المظلمة التي إكتشفتها الفيزياء أو التي توقعتها على أسوأ تقدير ، ولاكن الدين سيجيب بكل تأكيد.
    وهناك أيضا (لحظة التفرد) ، وهي الحظة التي كان الكون كله محصور في مكان واحد وكان حجمه يساوي صفرا وكتلته لانهائية ، وشديد السخونة ، يقولون أنه إذا أمكنهم معرفة الظروف في تلك اللحظة حينها سيقومون بحل لغز أصل الكون ، ومعلوم أن الرياضيات لا تتعامل مع الصفر واللانهائيات أو بالأحرى لا تعطي إجابات ، مثل مثالنا الأول ، ولاكن الدين سيجيب أيضا.
   ونجد لغز الدجاجة والبيضة أيهما أتى أولا في الحمض النووي (الدنا) ، فتحتاج الشفرة الوراثية إلى الإنزيم وهو البروتين لتقوم بعملها ، وفي نفس الوقت يحتاج بناء البروتين إلى الشفرة الوراثية لتحديد تتابع الأحماض الأمينية والربط بينها.
إذن من نشأ أولا ؟ ، في حين أن (الدنا) يحتاج إلى البروتينات في نشأته وهذه الأخيرة أيضا تحتاج لنشأتها إلى (الدنا).
الحقيقة هي أنه لكل علم حدود ، وإن واصلت في البحث لن تجد شيئا غير الصفر واللانهائيات وهو بالتأكيد شيء لايحبه علماء الرياضيات والفيزياء.
لا أريد تثبيط المجتهدين ولاكن هناك أشياء من الأفضل تركها وشأنها لأننا لانستفيد منها في شيء.
دعونا في الوقت الراهن لنحل الغاز الثقوب السوداء ، على الأقل إنها في عالمنا!.
فمثال بسيط هو أنك لن تجد معادلة تعالج لك الصفر واللانهائي فإذا فرضنا جدلا إنك عرفت الحالة التي في المفرده هذه بعلم الفيزياء وحده ، وهذا محال ، فسوف تقع مجددا في معضلة ، وهي ((إن كان الكون محصورا في مساحة تساوي صفرا ، وأن كتلته لانهائية ، إذن صفر بالنسبة لمن؟ ، أو بمعنى آخر أين يوجد هذا الصفر؟ هل هو موجود في فراغ؟ حسنا وما هو هذا الفراغ؟ وأين يوجد وماذا يوجد بعد هذا الفراغ ، وعلى أي شيء نجد هذه الكتلة وما الذي يحملها؟)) ، ولا تقول لي أنك سوف تنتظر حينها أن يتقدم العلم مزيدا حتى تفهم الشيء الذي يحتوي هذه المفردة ، ويحمل تلك الكتلة ،
وهكذا دواليك.
فإذا كانت كتلة الكون لانهائية ، فبأي قيمة نستطيع التعبير بها لمن يحملها أو يحويها؟.
أما الدين فهو أجاب عن كل هذا إجابات مقنعات مختصرات.
أخيرا أقول أن الكون وما فيه حتما له خالق لا تستطيع علومنا أن تحسب قدرته أو تتنبأ بأفعاله ،فهذا يحل كل لغز ، فسبحانه وتعالى.



                        تحياتي!